بعد ساعات من الترقب والانتظار للبيانات الأهم، التي يترقبها الفيدرالي الأميركي، في ظل أزمة مالية طاحنة تعتصر المصارف الأميركية، صدرت بيانات التضخم الأميركي.
ورغم أنها جاءت متفقة مع التوقعات في أغلبها، إلا أن واحدًا من المؤشرات المهمة بالنسبة للفيدرالي، وهو مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) الشهري، قد سجل ارتفاعًا أعلى من التوقعات.
وكشفت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (فبراير)، عن استقرار التضخم وفقًا لتوقعات المحللين، حيث سجلت البيانات 6% مقابل توقعات بتسجيل معدل التضخم عند مستويات 6%، فيما كانت القراءة السابقة 6.4%.
وفي غضون ذلك كشف مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (فبراير)، عن استقرار التضخم عند 0.4%، مقابل توقعات بتسجيل 0.4%، فيما سجلت القراءة السابقة خلال يناير معدلات عند 0.5%.
وفي المقابل جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، (باستثناء الغذاء والطاقة) (سنويا) (فبراير)، متفقة مع التوقعات، حيث سجلت 5.5%، بينما كانت التوقعات، وفق ما بلغت القراءة السابقة، مستويات 5.6%.
وعلى أساس شهري سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) (سنويا) (فبراير)، ارتفاعا بأعلى من التوقعات وصولا إلى إلى 0.5%، مقابل توقعات بتسجيل 0.4%، بينما بلغت القراءة السابقة خلال يناير مستويات 0.4%.
صدور بيانات التضخم الأمريكية ومفاجأة للأسواق
أظهرت بيانات الإحصاء في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء، تباين أداء التضخم الأمريكي خلال يناير الماضي، فعلى أساس سنوي، انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي على أساس سنوي إلى 6.4.%، بأفضل من توقعات الأسواق بأن ينخفض التضخم الأمريكي إلى 6.2% فقط، ولكنه أقل من القراءة السابقة للمؤشر والتي سجلت نحو 6.5% خلال ديسمبر الماضي. بينما، أوضحت البيانات الصادرة اليوم نمو التضخم الأمريكي على أساس شهري بنسبة 0.5%، بما يتطابق مع التوقعات، ولكنه أعلى من القراءة السابقة والتي سجلت انكماشا بنسبة 0.1% خلال ديسمبر الماضي.
أما فيما يتعلق بمعدل التضخم الأمريكي الأساسي والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء، فقد أوضحت البيانات ارتفاعه بنسبة 0.4% على أساس شهري في يناير الماضي، بما يتطابق مع توقعات الأسواق، ولكنه أعلى من قراءة شهر ديسمبر الماضي والتي سجلت نموا بحوالي 0.3% فقط. وكذلك، أوضحت البيانات ارتفاع التضخم الأمريكي الأساسي إلى 5.6% على أساس سنوي بنهاية يناير الماضي، بافضل من توقعات الأسواق بتسجيله نحو 5.5% فقط، ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 5.7% خلال ديسمبر الماضي.
ويقيس مؤشر التضخم الأمريكي التغير في أسعار السلع والخدمات المقدمة للمستهلكين على أساس شهري، كما يقيس التغير الشهري في أسعار المستهلكين الذي يشير إلى معدلات التضخم الأمريكي.
ويقيس مؤشر التضخم الأمريكي السنوي التغير في أسعار السلع والخدمات المقدمة للمستهلكين على أساس سنوي وهو المقياس الأول لمعدلات التضخم الأمريكي. الجدير بالذكر أن التضخم يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات بوجه عام. وتعد العلاقة بين التضخم الأمريكي ومعدلات الفائدة عاملا مهما لفهم كيفية تأثير هذا المؤشر على الأسواق والاستثمارات.
كيف تحركت شهية المخاطرة اليوم قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية؟
استمرت شهية المخاطرة بين المستثمرين بالتعافي بشكل واضح خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط تفاؤل المستثمرين في وول ستريت مع ترقب صدور بيانات التضخم الأمريكية بوقت لاحق من اليوم، وفيما يلي التطورات التي شهدتها شهية المخاطرة على أبرز الأصول المتداولة بالأسواق:
أولا: شهية المخاطرة وأسواق الأسهم:
شهدت أسواق الأسهم العالمية تعافيا كبيرا للجلسة الثانية على التوالي، وأظهرت أغلب البورصات العالمية أرباحا واضحة، قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية، إثر تفاؤل المستثمرين بالتصريحات الرسمية أمس بشأن زيادة مخزونات الغاز، فضلا عن البيانات الإيجابية لسوق العمل البريطاني اليوم.
وفي نفس الوقت، ارتفعت العقود الآجلة مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات ما قبل السوق، واستكملت مسيرة أرباحها للجلسة الثانية بفعل الأرباح القوية للشركات، ولكن رغم ذلك ظلت أرباح اليوم محدودة مع ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم.
وعلى الصعيد الأسيوي، أغلقت مؤشرات الأسهم اليابانية على ارتفاع واضح، بعد الأنباء التي أفادت بترشيح الحكومة لكازو أويدا محافظ بنك اليابان المقبل، في حين ارتفعت مؤشرات الأسهم الصينية بقوة، متأثرة بتعافي شهية المخاطرة بالأسواق، وإعلان السلطات بمقاطعة جوانج دونج الاقتصادية وضع هدف النمو عند 6%.
ثانيا: شهية المخاطرة والدولار الأمريكي:
شهد الدولار الأمريكي جلسة سلبية للغاية، حيث تعرض لعمليات بيعية واسعة النطاق مع ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم.
وفي نفس الوقت، دفعت بيانات سوق العمل البريطاني الإيجابية الجنيه الإسترليني نحو الصعود بقوة مقابل الدولار، كما ارتفع اليورو أيضا مقابل الدولار بعد إعلان السلطات عن زيادة مخزونات الغاز الأوروبية، وهو ما زاد الضغط على الدولار الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، شهدت عوائد سندات الخزانة تراجعا واضحا خلال تعاملات اليوم، في ظل التعافي الذي شهدته شهية المخاطرة والابتعاد عن السندات التي تعد ملاذا آمنا، خاصة في ظل ترقب بيانات التضخم، وهو ما زاد من خسائر الدولار.
ثالثا: شهية المخاطرة والنفط:
شهدت أسعار النفط تراجعا كبيرا خلال تعاملات اليوم، بعد الأنباء التي أفادت بأن وزارة الطاقة الأمريكية تخطط للإفراج عن نحو 26 مليون برميل يوميا من النفط.
انخفاض بيانات مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الأمريكي إلى 6٪ في فبراير كما كان متوقعاً
أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الثلاثاء أن التضخم في الولايات المتحدة ، وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك (CPI) ، انخفض إلى 6٪ على أساس سنوي في فبراير من 6.4٪ في يناير. جاءت هذه القراءة متماشية مع توقعات السوق. على أساس شهري ، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4٪ ، مطابقًا لتقديرات المحللين.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي ، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة ، بنسبة 0.5٪ على أساس شهري ، مقارنة بتوقعات السوق البالغة 0.4٪ ، مما أدى إلى انخفاض المعدل السنوي إلى 5.5٪ من 5.6٪.
رد فعل السوق
كان رد فعل الدولار الأمريكي الفوري على بيانات التضخم لشهر فبراير متباينًا. حتى كتابة هذا التقرير ، لم يتغير مؤشر الدولار الأمريكي فعليًا في اليوم عند 103.65.
الدولار الأمريكي يسجل ارتفاعا أكثر قليلا إذا بدأ التضخم أكثر ثباتا مما تتوقعه الأسواق
سجل الدولار الأمريكي ارتفاعاً قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير، الأرقام الأكثر ثباتا من المتوقع يجب أن تنعش الدولار أكثر قليلا ، تقرير الاقتصاديين في Scotiabank.
مؤشر أسعار المستهلكين قد يجدد رهانات رفع الاحتياطي الفيدرالي
“قامت الأسواق بتسعير جميع الارتفاعات باستثناء أي زيادات إضافية من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب التذبذب في البنوك الإقليمية الأمريكية أمس ، لكن بيانات اليوم قد تشير إلى أن صانعي السياسة ما زالوا يكافحون ضغوطا تضخمية كبيرة مما يعني أن أسعار الفائدة الأمريكية لا يزال يتعين عليها التحرك أعلى قليلا.”
“يبحث الشارع عن زيادة بنسبة 0.4٪ في مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي والأساسي في فبراير وانخفاض التضخم الرئيسي إلى 6.0٪ (من 6.4٪). تسمى الأسعار الأساسية أقل بمقدار عشر يناير عند 5.5٪ على أساس سنوي. يجب أن ترتفع العوائد الأمريكية والدولار الأمريكي أكثر قليلا إذا بدأ التضخم أكثر ثباتا مما تتوقعه الأسواق”.
نظرة فنية على الذهب الاطار الزمني الاربع ساعات:
استفاد الذهب بشكل كبير من التراجع الذي شهده كل من الدولار وعوائد سندات الخزانة، وزاد إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر مع الحذر الناتج عن ترقبهم صدور بيانات التضخم الأمريكية، ولكن رغم ذلك، ظلت أرباح الذهب محدودة في ظل تعافي شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
استطاع الذهب للوصول الى مستويات مرتفعة كنا قد ذكرناها في مقالاتنا السابقة و آخرهم نحن ننتظر وصول الأسعار الى مستويات 1917.40 ومنها الى 1960.
اضغط هنا للوصول الى التقويم الاقتصادي الخاص بنا
شيرين رامي.
محللة فنية في الأسواق العالمية.
إخلاء المسؤولية: يتم توفير هذه المادة كتواصل تسويقي عام بهدف المعلومات فقط ولا تشكل بحثًا استثماريًا مستقلاً. و لا يوجد في هذا الاتصال ما يحتوي نصيحة استثمارية أو توصية استثمارية أو التماس لغرض شراء أو بيع أي أداة مالية. حيث ان يتم جمع جميع المعلومات المقدمة من مصادر حسنة السمعة وأي معلومات تحتوي على مؤشر للأداء السابق ليست ضمانًا أو مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي. يقر المستخدمون بأن أي استثمار في المنتجات ذات الرافعة المالية يتميز بدرجة معينة من عدم اليقين وأن أي استثمار من هذا النوع ينطوي على مستوى عالٍ من المخاطر يتحمل المستخدمون وحدهم المسؤولية عنها. ولكن نحن لا نتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة تنتج عن أي استثمار يتم بناءً على المعلومات الواردة في هذا الاتصال. و يجب عدم إعادة إنتاج هذا الاتصال أو توزيعه بشكل أكبر دون إذن كتابي مسبق منا.